التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل نحن منتبهين لمحاور عاداتنا؟

 

كل مصباح يجب أن يعمل في دائرة متوازية؛ حمايةً لنفسك من معضلة قادمة، لإن عملها بشكل توالي لن ينفعك عند تعطل احد المصابيح؛ ستطفئ جميعها!..

الجلسة الاولى في الحياة الليلية

الجلسة الاولى في الحياة الليلية

منذ 28 اكتوبر 2023 صادفت مجموعة من الاشخاص لأول مره بطبيعة الامر هم غرباء عني ، جدد في دائرتي لكنهم احسنوا توطيد العلاقة بيننا بلا اي تكلف وعناء وتطورت العلاقة إلى ان اصبح لقائي بهم جزء لا يمكنني تجاهله في يومي؛ لم يكن فرض فرضته على نفسي ولم اجبر على بقاء التعارف بيننا شية انني في المستقبل سوف احتاج اليهم كواسطة في ظرفا ما.

خلف الكواليس..

توقفت نشرتي البريدية المفضلة لأسبوعين للتحسين وانقطعت عنها، 448 يوم على اول لقاء جمعني مع معدي نشرة أها من ثمانية، نقاشات وحوارات حول اشكاليات العصر الحديث وما يحدث في كواليس حياتنا لكن لم ننتبه لها فيصبح ما اقراه هو ما خلف الكواليس، غياب النشرة عن يومي لم يمر بشكل عادي، انتبه ان تعتقد أن تأثيره بالنسبة لي وصل لأن يكون فقد مؤلم ومبكي ودرامي عزيزي القارئ مثل ما خُيّل لك. أفقدني غيابها حس الاثارة لمواضيع الحياة ورؤية المواضيع بطريقة ما؛ بشكل يومي معي نشراتي البريدية بعد ان رتبت قراءتها، لا احكم قراءتي لها في يوم نشرها فقط! بعد محاولات في صراع دائم مع الاستيقاظ في موعد المنبه وبعد ما تمر نصف ساعة على الاقل احاول فك الاصفاد غير المرئية تصبح النشرة اول ما اقراه في يومي برفقة ما يكن معي وفقا لرغبتي وان لا تنحصر على حبوب من البُن بشتى طرق تحضيرها، بل ربما كوب حليب ساخن او عصير برتقال طازج او قطع من التفاح؛ وبلا اعين ساهدة اواظب بِحُب وشغف وسلام بالقراءة وبالعثور على أيّ وسيلة تُمكنها لتصبح جزء من حياتي.. هذه العادة الصباحية ابتدأت معي منذ زمن مع الصحف الورقية والان الزمن يعيد نفسه مع نشرتي البريدية المفضلة، جزء من هذه الحكاية في مقال لي بعنوان: "الصحف بحلتها الجديدة".

ما حدث معي حدث بسبب انني احببتها واعتدت عليها بشكل دائم وتوالت في حياتي بعض العادات المتعاقبة على ذلك اي الفعل الاول، مثل مشاركة مراجعة للنشرة او مشاركة تعليقي ونقاشي عن النشرة مع فريق التحرير وابداء رأيي بها او البحث والتقصي عن الموضوع بشكل أعمق. وهذه الحالة ارى حدوثها كثيرا عند الكثير من الناس بمختلف الانشطة الروتينية لدرجة تُشتت اوضاعهم بشكل ملفت.

 صحيح أنها ليست النشرة الوحيدة التي تصلني، لكن تمكيني لها بلا توازن جعل أثر فقدها علي يطغى بشكل ما؛ بعد فتره قصيره وجدت الحل وانه مكمون في نفس النشرة!! قراءة أعداد من ماضيها لصقل عادة البحث والتحري والاستقصاء لدي عما حولي، بروح فضولية مستكشفة.

***

كل هذا يتطلب تفسيرًا. هذا ما ستقرؤنه

الإنسان في رُكن..

إن ترتيب الدائرة الكهربائية بشكل توالي يجعل كل مصباح قابل أن يتوقف عن العمل إذا توقفت احدى المصابيح في الغرفة، حتى وإن كانت بحالة جيدة! والحل ترتيبها بشكل متوازي يوازي كل واحدة على حِدة وكلها بجهد ثابت وتيار يتجزأ عليها من المصدر.. بالتوازي يصبح كل مصباح من وإلى المصدر وللمستخدم.

هذه الحالة تسمى " العادة المحورية" اشبه بنقطة ارتكاز تقوم عليه عده عادات وانشطة تُمارس بشكل دوري متتابعة للنشاط الاول، وفي حالتي كانت قراءة النشرة هي شمس تدور حولها كواكب النظام بشكل دوري ودائم..


قرأت مقال من نشرة إلخ من ثمانية لإيمان العزوزي بعنوان: "الروتين اليومي معاناة مكللة بالنجاح"  و تسرد فيه طرق موراكامي في وضع النقاط على الحروف في حياته و مقوماتهاا وفق رغباته.. الجري كانت عادته المحورية وكما يخبرنا انها هي أساس بناء حياته وانها كانت بشكل او آخر مصعد لكل دور في البناء، أيّ حياته. هي بدورها مكنته من أن يكون العداء و صقلت احرفه ليكون الكاتب و هي من جعلته إنسان.. واقتبس من مقال العزوزي:


"كان أول درس علمني إياه هاروكي موراكامي أن أنفض عن ذهني كل الأفكار المتداولة حول الروتين، بل أتبنَّاه وكلي ثقة في نجاحه. أن أحترف روتينًا يوميًا لا أخلف له موعدًا، أواظب على بعض الأفعال التي قد أراها مكررة أو مملة لكنها مع الممارسة المستمرة تتحول إلى حافز كافٍ يدعو إلى التأمل، بل يغدو في ذاته فعلًا تأمليًا. لا أستعجل الوصول، بل أمضي بهدوء وببطء، وأنطلق من الفعل نحو أفكار أعمق".

***

رمضان مبارك وكريم..✨❤️

الليلة قارب الشهر على انقضاء ثلثه.  ستستشعر روحانية الشهر من اول يوم وبالمقابل ستشعر فوضى عملية نوعا ما؛ نظام حياتك اختلف وتغير.. بدء من موعد الاستيقاظ وفنجان القهوة وموعد الإفطار ايضا، قس على ذلك الكثير من تفاصيل حياتك الاخرى التي اختلف اتزانها وأعني هنا وقتها.. وقت كل عادة اختلف وعاقبةٍ على ذلك كل نشاط تمارسه هو بدوره محفز لنشاط آخر.

عليك استغلال موعده في التقرب الى العزيز الرحيم في هذا الوقت من السنة، غني بكل ما يحفز ويشجع على احتساب الاجر العظيم وزرع البركة في نفسك وفيما تعمل وتغيير منظورك عن الحياة الى زاوية أكثر سِعة وفضل من المنظور الاول.

وكما اعبر عن روتين رمضان "اصبحت الحياة ليلية في رمضان" الشوارع مزدحمة والمقاهي تنبض بالحياة الى اذان الفجر، سوف تجد هذا التغير على ابويك عندما تراهم ساهرين الى الاذان!

مِن أَلفاظِ المحَامِد الْعالِية:


«اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حمدًا أبلغ به رِضاك، وأُؤدي به شُكرك، وأَستَوجب بِه المَزيد من عِندِكَ.»


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اكتئاب وهمي ..

فلسفة الاعتدال

بين نور الملائكة ووحشه الشياطين..

زاوية ثانية

خِفه ارواحنا