التخطي إلى المحتوى الرئيسي

زاوية ثانية

  

اوقات كُثر تسطوا علينا مشاعر اليأس و الإحباط ، الضعف و الاستسلام في فترة مرغمين أن نعيشها كما كُتبت لنا وفق ما نعتقد هل الحل يكمن في حدوث معجزة تكسر كل تلك الآراء؟ تمتلك صلاحية التدمير؟ ام ان تغيير المنظور يقلب كل الموازيين؟ الرؤية من خارج اللوحة..



خلف الكواليس..

بعد تخرجي من الثانوية سُئلت كثيرا عن تخصصي الجامعي و في اي جامعة ادرس و يُصعق حين اخبره انني لم يحالفني الحظ هذا الفصل..آهاا يعني "عاطل"! الله يكتب لك الخير وخيره لك ، انا ضد كلمة عاطل ؛ انا لم اتعطل عاقبة على سوء اقترفته  او انني عاطل عن الإنجاز ، انا "متفرغ" كلمة ادق وصفاً انا متفرغ للتطوير و التحسين ، صقل عادات حسنة و تعلم مهارات  اضيفها للسيرة الذاتية ، إنجاز مهام ، تحقيق اهداف ، المزاملة على نافلة وورد من القرآن ؛للسعي في تحسين الجانب الذاتي و النفسي و الديني و الصحي.. اعترف انني اعتدت على البقاء منجزا حتى بعد اكمالي لعام دراسي جامعي و جدولة اوقاتي في ضل بدئي في السنة الثانية.

تغيير منظور الرؤية لجانب اخر و النظر من اكثر من زاوية هو شكل من اشكال "المرونة الإدراكية" ، أو التفكير المتعدد الأبعاد ، هو القدرة على تغيير الأفكار والتصرفات بناءً على المواقف الجديدة والتحديات المتغيرة. قدرة اراها عجيبة ؛ تسهل لك القدرة على التكيف في البيئة التي انت فيها ، أو الموقف الذي تعيشه في هذه اللحظة ترى الموضوع بأكثر من بُعد وكثرة الاستنتاج والنظر في الميزان من كفتين يُصقل و يقويها ربما لم تكتشف انها لديك بعد لكن اسئل ذاتك ماهي نشاطاتك المحببة والمعتاد عليها.. هذه المهارة أو كما اسميها قدرة تصبح مهمة بشكل خاص في المواقف التي تتطلب التفكير الإبداعي، اتخاذ القرارات المعقدة، أو التعلم من الأخطاء السابقة ، من الافكار قوية التأثير و اكتسبتها كعادة وهي التدوين ، تدوين المهام بشكل اخص والخطط القادمة يشعرني ذلك بأنني اراها امامي و ينخفض مستوى القلق حول إنجازي لما فكرت و خططت له ذهنياً اشبه بإحماء لما قبل التنفيذ..

وفي مقال في صحيفة "الغاردين" تشاركنا الدكتورة و المعالجة النفسية لويز تشون نتائج دراسة أجراها البروفيسوران "بوميستر" "وماسيكامبو" من جامعة ويك فورست و بيّنت أنه في حين أن المهام التي لم ننجزها تشتت انتباهنا، فإن مجرد وضع خطة لإنجازها يمكن أن يحررنا من هذا القلق. فقد لاحظ الباحثان أن أداء الأشخاص في مهمة ما يكون أداؤهم ضعيفًا عندما لا يتمكنون من إنهاء نشاط الإحماء الذي يسبقها عادةً. ومع ذلك، عندما سُمح للمشاركين بوضع وتدوين خطط ملموسة لإنهاء نشاط الإحماء، تحسن الأداء في المهمة التالية بشكل كبير. وكما يلاحظ جيمس بيكمان ، وهو خبير في مجال الإنتاجية وتنظيم الوقت.  ”إن مجرد تدوين المهام سيجعلك أكثر فعالية.“ ومع ذلك، يقاوم بعض الأشخاص هذا النوع من التنظيم. فهم يعتقدون أنه سيعيق إبداعهم أو يمنعهم من المرونة في يوم عملهم. بالنسبة لخبير إدارة الوقت ديفيد ألين - صاحب كتاب ”إنجاز المهام: ”فن الإنتاجية الخالية من الإجهاد“ الذي جعله شخصية مرموقة في هذا المجال، فإن هؤلاء الأشخاص الذين لا يتحلون بروح الحرية مخطئون تماماً. فهو يعتقد أن أي شخص لديه جدول زمني ممتلئ وبدون هيكلية سيجد صعوبة في التأقلم. هناك حاجة إلى نظام - والملاحظات المخربشة على اليدين لن تفي بالغرض.

دفتر المهام مثال حيّ على قوة تأثير الرؤية من منظور آخر هل يمكن تحسين هذه المهارة؟ نعم، اللغة مفتاح سري لكنز نفسي و معنوي و فكري من جميع النواحي ، القراءة و كثرتها نافعة وليست الروايات وحسب بل حتى الصحف و الدراسات ، تمارين الرياضيات أيضا صحيح لا نتفق سويةً لكنها حقيقة و الافلام الوثائقية الكاشفة للستار و رافعة غطاء الخفاء و الاسرار عن ما يجري حولنا.. ناقش..تدرب..انصت..ركز وابحث والاهم تفهم وتعلم.

المرونة الإدراكية هي مهارة حيوية للكبار تساعدهم على التكيف مع الحياة المعقدة والمتغيرة بشكل مستمر، وهي قابلة للتطوير من خلال الممارسة والتعلم المستمر. 


خبايا الإنترنت..

  • لتخفيف عبء القراءة بالإنجليزية و البدء  من مستوى تمهيدي جيد انصح بموقع للقراءة و الاستماع للنصوص واسمه :  "super easy reading" يعرض قصص قصيرة بمفردات سهلة لتسهل عليك قراءتها ، و يمكنك أن تستمع للمتحدث وهو يقرأها و تتابع معه.. ليكن روتين لك.
  • تروق لك جلسات المقاهي ، تميل لإنجاز بعض من مهامك فيها؟ لكن ليست لديك مقدره للذهاب إليها؟  ترتاح لضجيجها  لأصوات الزبائن و بالأكيد لصوت إعداد القهوة ، والطقس. اوه لحظه ربما لست ممن ينشرح صدره لصوت المطر! "I Miss My Cafe"  موقع يوفر لك كل هذه الاجواء كما انت تحب و اكثر.. لتعيش جو انك هناك.

حلقة الاسبوع..

 نقطة مهمة توصلت إليها وهي اننا غير ملاحظين الى حجم الإدمان الاستهلاكي الذي نعيشه اليوم ؛ وقت و جهد و طاقة و وسائل ترفيهيه و برامج التواصل الاجتماعي بل وحتى الراحة.. نستهلكها اكثر من الشكل الواقعي ؛ غافلين عن الكم الهائل من العادات التي صُقلت بلا وعي منا في العقل الباطن. الحل يكمن في "صيام الدوبامين"

"الإنسان السعيد هو من يستطيع أن يحوّل كل موسم من مواسم الحياه الى فرصةٍ لنمو طاقات جديدة أو متجددة في أعماقه "

غازي القصيبي.. رحمه الله

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اكتئاب وهمي ..

         لحياه سليمه ويوم مُرضي هل أتوجه بالاهتمام بالجانب الكيميائي للجسم او الجانب الفيزيائي؟! ربما تراه سؤال فلسفي، بصيغة مبسطة هل امارس الرياضة على الدوام؟ او اهتم بتغذية جسدي وتجنب الضار بالنسبة له؟   غالبية وأُناس كُثر باعتقادهم انهم مكتئبون وحياتهم رماديه لكن الحقيقة انهم مخدوعين من استهلاكهم وقلة إنتاجهم وتثاقل حركتهم فشجرة تبّاع الشمس على سبيل المثال تتبع الشمس اين ما كانت حركتها والسبب انها بحاجة له لتثمر فهي عاجزه بدونه، فالشخص إذا استهتر بالفكر الجديد والتجربة الواعدة بالدرس ستتدهور حالته النفسية الصحية وصولاً للحالة للعقلية، فالبقاء بمنطقة الراحة يعني الاستسلام. قبل سنه تقريبا من الان بدأت بتحدي ال 100 يوم وهو نمط حياه جديد يكتسب بعادات وأفكار انت تلقنها لنفسك وعقلك لمده 100 يوم كامله واتخذتها بالإجازة الصيفية وانتهت بالفصل الدراسي الأول. ببادئ الامر واجهت صعوبة بأول اهدافي وهي الاعتدال بالنوم والتقليل من السهر والاستيقاظ صباحا، حتى وان كانت أيام عطله؛ فخير العمل عمل النهار وأفضل النوم نوم الليل وحتى بالجانب النفسي فهو اصحّ بسبب كثرة العوامل المحفزة نهارا والتي ت

فلسفة الاعتدال

  عدم الإفراط في أي جانب من جوانب الحياة. التوازن بين العبادة والعمل، وبين الدنيا والآخرة، مطلوب للحياة الصحية والسليمة. قال تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا" أيّ والذين لم يصلُوا في إنفاقهم للمال حد التبذير ، ولم يضيقوا في بذلها على من تجب عليهم نفقتهم من انفسهم أو غيرهم بل كان وسطًا. سورة الفرقان (آية 67) خلف الكواليس.. في منصة سناب شات، شاركت لُبنى الخميس، المؤثرة والكاتبة وصانعة بودكاست "أبجورة"، زيارتها للدول الإسكندنافية، ورأيت عجائبها وثقافتها ونمط حياة سكانها المسالم الهادئ، العميق الاتصال وسهل الوصول. وعند زيارتها للسويد، وجدت مفهومًا يعكس طبيعة ثقافة الدولة أو بمعنى آخر منظورًا من "زاوية ثانية" لنمط حياة سكان السويد، وهو "Lagom". ليس مصطلحًا علميًا أو تعريفًا أكاديميًا، بل هو فكرة ونهج يُشكل التصرفات وتُصاغ بطريقة متزنة ومحافظة، تحفظ لذة استشعارك للحياة وتحميك من شر إدمانها، طبعًا بطريقة متوازنة وسلسة. "لا كثير ولا قليل، بل بمقدار مناسب"، ثقافة تعكس فلسفة الح

بين نور الملائكة ووحشه الشياطين..

تحفة أدبية تثير الأسئلة العميقة حول الإيمان والعلم القوة و المكر الخديعة و الاستحقاق  لأكثر من عقدين و رواية " ملائكة و شياطين للمبدع الاستاذ دان بروان في مقدمة الكتب الاكثر مبيعا عالميا بملايين النسخ لأكثر من 50 لغة. 568 صفحة بدأت حكايتي معها في بداية مايو استمرت لأكثر من شهر متعمقاً مع روبرت لانغدون بطل روايات دان بروان، بين احلام اليقظة ووعي اللحظة استيقظ روبرت على مكالمة استغاثه و استنجاد من  " المركز الأوروبي للأبحاث النووية " وهنا اشعار لوصول بريد على الفاكس لصورة اشعلت في ذاكرة متلقيها شعله الفضول مئات الابحاث و الالاف الصفحات وعشرات المؤلفين تواروا في ذاكره روبرت، منظمة اخوية قديمة من مئات السنين يستحال ان تعود؛ لكن هذا اثرهم!! يتعاون هو الاخير مع فيتوريا فيترا، وهي عالمة في الفيزياء، لحل الألغاز والرموز المعقدة التي وضعتها اخوية " الطبقة المستنيرة " حول ارجاء روما، يستخدم الثنائي معرفتهما بالتاريخ والعلوم للكشف عن أسرار قديمة وتفسير عجائب من البنيان القديم لإنقاذ الفاتيكان. تتصاعد حالة التوتر والمخاطر بينما يتسابق لانغدون وفيتوريا ضد الزمن ويواجهون

ماذا بعد رمضان!!

     راكان المصعبي                            ماذا بعد رمضان؟!       تقول المؤلفة و المؤثرة الإيرلندية أورنا روس  " من الجيد أن تحدد في عقلك نقطة النهاية، ولكن ما يهم في آخر الأمر، هو كيف تصل" سوى استطعت شهر او اسبوع،  أو أثناء احتساء كوب قهوتك؛ و ربما وانت عائد للمنزل،  المهم طريقتك وتأثيرها للوصول لنقطة النهاية.  الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والحمدلله الذي أمد بعمرنا و عشنا رمضان لعام آخر وعبدنا الله فيه، و أهدانا عيد الفطر، في رمضان اكتشفت انني كنت استطيع الصوم كل اثنين وخميس طوال العام وأن انتظم بممارستي للرياضه كل يوم بعد العشاء، اتضح لي أن الختمة الشهرية للقرآن الكريم ليست من ضمن المعجزات التي اوهمني الشيطان بها؛ انها سهله و بسيطه وميسره و مليئة بالراحة و السعادة، رمضان دورة تدريبية نتعلم منها و نتذكر اننا فعلا نستطيع، يستطيع المدخن إقلاع التدخين، و تنورين بصيرتنا بقراءة كتاب الله كل يوم و المواظبة على الصلاة في وقتها،  في رمضان يتغير الروتين تلقائياً و ترد إلينا روح محفوظه بداخلنا و تخرج بلا أن نشعر، نحاول أن تستفيد من هذا الشهر المبارك لأنفسنا من حسنات و امور ح